شبهة دخول سلمان على فاطمة
مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) - محمد بن سليمان الكوفي - ج ٢ - الصفحة ١٩٢: (( محمد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن منصور المرادي قال: حدثنا محمد بن أبي البهلول عن عمرو بن شمر عن جابر: عن أبي جعفر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عمارا ليدعو عليا قال: فجاء إلى بابه فوجده مفتوحا فجعل يقول: أين أبو الحسن؟ قال فصوت [عمار] أصواتا [و] ليس يجيبه أحد وسمع صوت رحى تدور فظن [عمار] أن ما يمنعهم من إجابته [هو] صوت الرحى فقال: إنما أنا رسول رسول الله وإنما هي ابنته قال: ففتحت الباب فدخلت فإذا رحى تدور وليس يديرها أحد! وإذا فاطمة نائمة والحسين على ثديها قد نام معها قال [عمار]: فخرجت وأنا ذعر فأتيت النبي صلى الله عليه وآله فأخبرته بما رأيت فقال لي: وما يعجبك من هذا يا عمار إن كان الله نظر إلى ابنة نبيه فأيدها بملك يعينها على دهرها؟!)).
الجواب الحلي
الجواب على المبنى الرجالي
1- عُرف سليمان الكوفي أنه من أعلام الزيدية، فكيف يلزمنا خبر تفردت به الزيدية دون قرائن قوية دالة عليه؟
2- عمرو بن شمر ضعفه النجاشي بشدة:
رجال النجاشي - النجاشي - الصفحة ٢٨٧: (([765] عمرو بن شمر أبو عبد الله الجعفي عربي، روى عن أبي عبد الله عليه السلام، ضعيف جدا، زيد أحاديث في كتب جابر الجعفي ينسب بعضها إليه، والامر ملبس)).
تحليل موضوعي
لو فرضنا صحة الخبر، فليس فيه دلالةٌ على أن عمار بن ياسر دخل دون استئذان، فمعلومٌ في الخبر أنه حاول أن يستأذن بشدة، لكن هو ظن أن تأخر الاستجابة بسبب صوت الرحى، وعند دخوله ومشاهدة الحسين عليه السلام على ثدي فاطمة عليها السلام، فهذا لا يشترط أن ثديها مكشوف وحاشاها، وإنما في لغةً العرب يُقصد بذلك أنه نائم على صدرها، لأن الثدي قد يُقصد به الصدر بالعموم، وقد ورد في صحيح مسلم عندهم: ((فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِيتُ عُمَرُ، فَقَالَ: مَا هَاتَانِ النَّعْلَانِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ فَقُلْتُ: هَاتَانِ نَعْلَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنِي بِهِمَا، مَنْ لَقِيتُ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ بَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، فَضَرَبَ عُمَرُ بِيَدِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ فَخَرَرْتُ لِاسْتِي، فَقَالَ: ارْجِعْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَرَجَعْتُ)). صحيح مسلم» (1/ 44).
الجواب النقضي
وجود هكذا ألفاظ في كتب السلفية
«صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع» (4/ 204): ((فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ها هنا أخي؟ " قالت أم أيمن: أخوك وقد زوجته ابنتك؟ قال: "نعم"، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت، فقال لفاطمة: "اتيني بماء"، فقامت إلى قعب في البيت فأتت فيه بماء، فأخذه صلى الله عليه وسلم ومج فيه، ثم قال لها: "تقدمي"، فتقدمت فنضح بين ثدييها وعلى رأسها، وقال: "اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم"، ثم قال صلى الله عليه وسلم لها: "أدبري"، فأدبرت، فصب بين كتفيها، وقال: "اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم"، ثم قال صلى الله عليه وسلم: "ايتوني بماء"، قال علي: فعلمت الذي يريد، فقمت، فملأت القعب ماء، وأتيته به، فأخذه فمج فيه، ثم قال لي: "تقدم" فصب على رأسي وبين ثديي، ثم قال: "اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم"، ثم قال: "أدبر"، فأدبرت، فصبه بين كتفي، وقال: "اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم"، ثم قال لعلي: "ادخل بأهلك، بسم الله والبركة")).
فلو أراد أن يفهم المخالف الخبر السابق (على افتراض ثبوته) بطريقة سطحية، فيلزمه التسطح مع كتبه.