شبهة أن الأئمة عليهم سلام يخلقون ويرزقون

نص الشبهة: إن الله تعالى خلقهم وفوض إليهم أمر الخلق والرزق فهم يخلقون ويرزقون.


الجواب الحلي

جوابنا ابتداءً سيكون على وجهين. 

بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٣٤٧

الأول: قال المجلسي: ((أحدهما أن يقال: إنهم يفعلون جميع ذلك بقدرتهم وإرادتهم وهم الفاعلون حقيقة، وهذا كفر صريح دلت على استحالته الأدلة العقلية والنقلية، ولا يستريب عاقل في كفر من قال به))..

الثاني: قال المجلسي:((أن الله تعالى يفعل ذلك مقارنا لإرادتهم كشق القمر وإحياء الموتى وقلب العصا حية وغير ذلك من المعجزات، فإن جميع ذلك إنما تحصل بقدرته تعالى مقارنا لإرادتهم لظهور صدقهم، فلا يأبى العقل عن أن يكون الله تعالى خلقهم وأكملهم وألهمهم ما يصلح في نظام العالم، ثم خلق كل شئ مقارنا لإرادتهم ومشيتهم. وهذا وإن كان العقل لا يعارضه كفاحا لكن الاخبار السالفة تمنع من القول به فيما عدا المعجزات ظاهرا بل صراحا، مع أن القول به قول بما لا يعلم إذ لم يرد ذلك في الأخبار المعتبرة فيما نعلم)).


الجواب النقضي

عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج ٢ - الصفحة ١١٤: ((حدثنا تميم بن عبد الله بن القرشي رضي الله عنه قال:حدثنا أبي عن أحمد بن علي الأنصاري عن بريد عمير بن معاوية الشامي قال: دخلت على علي بن موسى الرضا بمرو فقلت له: يا بن رسول الله ر روى لنا عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: إنه لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين فما معناه؟ قال: من زعم أن الله يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال بالجبر ومن زعم أن الله عز وجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه عليهم السلام فقد قال بالتفويض والقائل بالجبر كافر والقائل بالتفويض مشرك فقلت له: يا بن رسول الله فما أمر بين أمرين؟ فقال: وجود السبيل إلى اتيان ما أمروا به وترك ما نهوا عنه فقلت له: فهل لله عز وجل مشيه وإرادة في ذلك؟ فقال: فاما الطاعات فأراده الله ومشيته فيها الامر بها والرضا لها والمعاونة عليها وإرادته ومشيته في المعاصي النهى عنها والسخط لها والخذلان عليها قلت: فهل لله فيها القضاء؟ قال: نعم من فعل يفعله العباد من خير أو شر إلا ولله فيه قضاء قلت: ما معنى هذا القضاء؟ قال: الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة)).


بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٣٢٨: ((عيون أخبار الرضا (ع): ماجيلويه عن علي عن أبيه عن ياسر الخادم قال: قلت للرضا عليه السلام: ما تقول في التفويض؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه صلى الله عليه وآله أمر دينه فقال: "ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" فأما الخلق والرزق فلا. ثم قال عليه السلام: إن الله عز وجل خالق كل شئ وهو يقول عز وجل "الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شئ سبحانه وتعالى عما يشركون")).