شبهة صلح الحسن
نص الشبهة: يزعم الشيعة أن معاوية كان كافراً، ثم نجد أن الحسن بن علي قد تنازل له عن الخلافة ـ وهو الإمام المعصوم، فيلزمهم أن يكون الحسن قد تنازل عن الخلافة لكافر، وهذا مخالف لعصمته! أو أن يكون معاوية مسلماً!
الجواب الحلي
الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٨: ((عن سليم بن قيس قال: قام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام على المنبر حين اجتمع مع معاوية، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن معاوية زعم: أني رأيته للخلافة أهلا ولم أر نفسي لها أهلا وكذب معاوية، أنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله، فأقسم بالله لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني، لأعطتهم السماء قطرها، والأرض بركتها، ولما طمعتم فيها يا معاوية، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (ما ولت أمة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ملة عبدة العجل) وقد ترك بنو إسرائيل هارون واعتكفوا على العجل وهم يعلمون أن هارون خليفة موسى، وقد تركت الأمة عليا عليه السلام وقد سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة فلا نبي بعدي) وقد هرب رسول الله صلى الله عليه وآله من قومه وهو يدعوهم إلى الله حتى فر إلى الغار، ولو وجد عليهم أعوانا ما هرب منهم، ولو وجدت أنا أعوانا ما بايعتك يا معاوية. وقد جعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه، ولم يجد عليهم أعوانا، وقد جعل الله النبي في سعة حين فر من قومه لما لم يجد أعوانا عليهم كذلك أنا وأبي في سعة من الله حين تركنا الأمة وبايعت غيرنا ولم نجد أعوانا، وإنما هي السنن والأمثال يتبع بعضها بعضا)).
الجواب النقضي
ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ص293 روى بسنده: ((أنّ الإمام الحسن عليه السلام ألقى في الناس خطاباً جاء فيه أيّها الناس قد علمتم أنّ الله جلّ ذكره وعزّ اسمه هداكم بجدَّي وأنقذكم من الضلالة, وخلّصكم من الجهالة, وأعزّكم به بعد الذلّة, وكثّركم به بعد القلّة, وأنّ معاوية نازعني حقّاً هو لي دونه, فنظرت لصلاح الاُ مّة وقطع الفتنة، وقد كنتم بايعتموني على أن تُسالموا من سالمني وتحاربوا مَن حاربني, فرأيتُ أن اُسالم معاوية وأضعَ الحرب بيني وبينه, وقد صالحته ورأيتُ أنّ حقن الدماء خيرٌ من سفكها, ولم أرد بذلك إلاّ صلاحكم وبقاءكم وإن أدري لعلّه فتنة لكم ومتاع إلى حين)).