كلام الله تعالى مخلوق

لو قيل للمخالف هل كلام الله قديم غير مخلوق (غير حادث)؟ فإن قيل نعم! فالسؤال هو هل كلامه حرفٌ وصوت؟ فإن قيل نعم، فسيكون النقض حول أنّ الحروف الأصوات مركبة يسبقُ بعضها بعضًا، يعدم اللاحق سابقه ويعدم السابق لاحقه، كقوله تعالى: (قل هو الله أحد)، فالقاف سبقت اللام، فلما كانت القاف ما كانت اللام، فلما خرجت اللام عُدمت القاف، ثم بعد ما قيل (هو) عُدمت الـ (قل)، فسبق بعضه بعضًا، ويُعرف الحادث أنه المسبوق بغير، أو المسبوق بعدم على تعريف المتكلمون، فإذا كان كلامه مسبوقًا بغير صارَ حادثًا، فبذلك يكون الله تعالى وحاشاه محلًا للحوادث وهذا محال.

وقد قال تعالى: ﴿مَا يَأۡتِيهِم مِّن ذِكۡرٖ مِّن رَّبِّهِم مُّحۡدَثٍ﴾ [الأنبياء: 2]

وأما الاشاعرة فلو قالوا أن الله تعالى كلامه صفةٌ قديمةٌ قائمةٌ بذات الله، فهذا لا يُعقل، فلو قلنا له ماذا تقصد بقولك: (صفةٌ قديمةٌ قائمةٌ بذاته)؟ هل هي قدرته على الكلام؟ فإن قال لا. قلنا تقصد علمه بالكلام؟ فإن قال لا، قلنا إذا انتفت مصدرية القدرة على الكلام ومصدرية العلم بالكلام، فحينئذٍ لا يتصور كلامه، والذي لا يُعقل ولا يُتصور لا يمكننا أن نحكم عليه، لأنّ التصديق يأتي بعد التصور.